(((أقاويل كاذبة))) (1)
ثمة أقاويل كاذبة ,,,
تُنادي بأنِّي قد هلكت ْ!!!
لا يعني غيابي عبر السنين ,,,,
وانكساري على شواطئ اليأس,,
أنِّي قد هلكتْ,,,
***
السنين وحدها كافية لإزالة أوجاعي ,,,
التأمت جراحي شيئاً فشيئاً ,,,
إلى أن خَبَتْ ,,
وقدْ عدتْ ...
***
هالني ما فعلتموه بشجرتي ,,,
عصفوري ,,,
وردتي ,,,
كم كانت لي وشجرتي حكاياتٌ يشهدُ عليها الغروب ..
كانت تُشاركني دهشتي منكم ,,
أعدمتموها وتركتم بقاياها عبرةً لمن أراد أن يتعقَّل,,,
وعصفوري الذي شاركني ضحكاتي ,,,
شنقتموه ,,, !!!
علَّقتموه من ساقيه على مدخلِ قريتي ,,,
وزهرتي الفيحاء الرامزة لطفولةٍ بريئة,,,
آآآآهٍ لما فعلتموه بزهرتي ...
آآآآهٍ لأسرتي البريئة ...
***
ثمة أقاويل كاذبةٍ تُنادي ,,
بأنِّي قد هلكت,,
وقد عُدت ...
ولكن أقاويلي الصادقة تنادي ,,,
بأنكم أنتم ,,
قد هلكتم.
(((أيها الطائر))) (2)
أيها الطائر العاشق ,,,
لا تبحث عن الحرية ,,,
ما عادت الأرضُ ملاذاً للأوفياء ,,,
المحاربون القدامى ماتوا ,,,
تلاشت نياشينهم ,,,
*****
البحار لم تعد بحاراً ,,,
والطبيعة لم تعد طبيعة ,,,
والرياح صارت إعصاراً ,,,
دمَّرنا كلّ شئ ...
*****
كيف ستغردُ أيها الطائر ؟َ!
الأغصانُ تلاشت بأيدينا ,,,,
إن شئت فغرد فوق السيارات ,,,
أو في الحانات ,,,,
وما سيسمعكَ سوى السكارى ,,,
سحابات اللا حب تسود ...
*****
سحابات الترابِ تسري,,,,
التراب يعمُّ العالم ,,,
لم تعد النعامة في حاجةٍ ,,,,
لتضع رأسها في التراب ,,,
فقط ترفع رأسها ,,,
وستغوص في الوحل ,,,
*****
حتى نجمتي العالية ...
كانت تسبح في الآفاق ,,,
ظلت بأعلى تترنح ,,,
ثم هوت في التراب ...
حتى النجوم يغرّها التراب ...
*****
ما أجمل فكرة الاستسجان ,,,
اجعل من روحك بحر ,,,
ومن ذاتك سفينة ,,,
أبحر نحو الفجر المنشود ...
فالفجر قادمٌ ..
لا محالة .
رد باقتباس
((( أبعد ذلك نهاية .....؟؟! ))) (3)
يا لأوجاعي الملتهبة ...
ما استطاع أطباء العالم استئصالها من أحشائي ...
احتلتني حتى النخاع ...
أعلَنَتْ أنها باقيةٌ حتى النهاية .
أبعد ذلك نهاية ...؟!
قد يموتُ المرء في حياته آلاف المرات ...
كما لو عاش بعد مماته آلاف المرات ...
وأنا ميتٌ منذ قرون ..
لِمَ لا تتركيني ...؟!
أيستهويكِ الظلام القابع بداخلي ...؟!
متاهاتٌ وكهوفْ ...
بركٌ ومستنقعاتْ ...
وربما أدغالٌ من الخوف ..
ليتكِ تغرقين في مستنقعاتِ يأسي ..
لا أُريدكِ معي ...
لستِ مزيجي كما تتوهمين ..
فأنا أنا ...
وأنتِ أنتِ ..
لِمَ لا تتركيني ...؟!
رد باقتباس
(((نصف تجربة))) (4)
ذات يوم ...
قالت لي أمّي :
الدنيا مدٌّ وجزر ,,,
مقدماتٌ ونتائج ,,,
معطياتٌ ومطلوب ..
وبرهنةٌ تحتاج كثيراً من التجربة ...
*****
كانت لي نصف تجربة ...
شطرتني أشلاء وشظايا ...
قالوا :
فقط ,,,
(اسلك المدّ وعليها الجزر) ..
*****
إييييهٍ لحال الدنيا ...
الجزرُ يسحبُ للقاع السحيق ,,,
القاضي هو الجلاّد ,,,
فقط عينيها كافية لإذابة القلوب ...
وتفتيتها في ذات اللحظة ..
*****
قرأتُ كثيراً للأدباء ,,,
بحثتُ مراراً في الروايات ,,,
عبارةٌ استهوتني كثيراً ,,,,
(ملاكٌ في صورة امرأة) ,,,,
ولكنّي أؤكد أنها...
حتماً إعصار ,,,
إعصارٌ,,,
في صورة امرأة...
(((السُلَّم يصعد إلى أسفل))) (5)
عندما يختلي الإنسان بنفسه ,,,
ليست كل فتراته استجمامية ,,,
هناك فتراتٌ اقتحامية ,,
وأعوامٌ من الخوف صنعها لنفسه ..
*****
غفل عن أمورٍ كثيرة ,,,
ما خطر بباله لحظة ,,,
أن قطيع الغربان سينبح ذات يوم ,,,
أو أن أسراب الكلاب ستُغرِّد ,,,
قطيع غربان ...!!!
أسراب كلاب ....!!!
مكرٌ في صورة زيف ...
*****
ورغم غشمه وضعفه ...
فاته أنه قد تفوق على الثعلب نفسه ...
آآآآآهٍ لثعلبةِ الإنسان ,,,,
يأمل بالأخضر وقد صنع المبيدات الحشرية واللا حشرية ...
يبني آلاف الأماني وما يسكن غير مدن الأحزان اللا منتهية ...
*****
البراكين ما عادت أشدّ خطورةً من القنابل ,,,,,
الزلازل ما عادت أصعب من زيف النفوس ,,,
العواصف أدمتها رياح الغدرِ البشرية ,,,
الإعصار أقلّ ثباتاً في وجه الغرور ,,,
*****
دمَّرنا قيمنا وأمثالنا ,,,
لم يعد ابن الوزّ عوّام ,,,
وقد غرقنا في مستنقعاتِ يأسنا ,,,
*****
نزعمُ ما سمّيناه بسُلَّمِ الحضارة ..
قد يُعيدُ ما راح منّا ,,,!!!
كيف وقد تخلَّفت أنفسنا ....؟!!!
السُلَّم يصعدُ إلى أسفل ...
ومع كلّ ذلك ..
فنحنُ لا ندري ,,,
فمتى ندري ؟!
(((هكذا أنتِ))) (6)
عندما يأتي الربيع...
ليست كل الزهورِ تعبق,,,
هناك زهورٌ عابثة ,,,
كما أن هناك فراشاتٌ عابثة ,,,
هكذا أنتِ عند نضوجكِ,,,
***
هكذا أنتِ ,,,
بركانٌ ثائرٌ,,,
نورٌ من بعيد ,,,
نارٌ من قريب ,,,
شتّان بين النور والنار ...
ولكن لسرابكِ ..
وقعٌ خاصٌ في النفوس ,,,
***
قالوا :
قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ,,,
ولأول مرةٍ يُعلنُ التاريخ ,,,
أنكِ قد جئتِ ,,,
بما لا تشتهي الرياح ,,,
***
صحيح ..
تحملين بعض ملامح السفينة ,,,
تسرين في قلوب الظمأى ,,,
إلا أنكِ..
لستِ سفينة ,,,
ولا مرسى ,,,
***
زعموا..
أنكِ نظرية الحداثة ,,,
والجمال ,,,
قد جهلوا أن هناك نظريات تحتاج للبرهنة أعوام ,,
وربما قرون,,,
وبعد ذلك..
قد تفشل ,,
هكذا أنتِ ...
(((لا مفر))) (7)
وابلٌ من السيول ,,,
يجتاح دفاتر أشعاري ,,,
يمحو كلّ شئ ,,,
قافيتي ,,,
آمالي ,,,
أحلامي ,,,
فقط يُبقي على آهاتي ...
حتى مرآة الزمن ,,,
كم كنتُ أرقبُ فيها أمنياتي ,,,
أبذرُ فيها أحلامي ,,,
أحصدُ قادمةً بطرحةٍ بيضاء ,,,
أحصدُ أطفالاً سُعداء ,,,
أحصدُ أعواماً مكُلَّلةً بالحبِ ,,
هرماً ,,
ومشيباً ,,
وعائلةً من حولي ,,,
وحدهم شاهدين على بقائي ...
أخذ السيلُ معه كلّ شئ ,,,
اجتثَّ أمنياتي الخضراء ...
محا مرآة الزمن ...
ترك لي سراباً مُشوّشاً ,,,
لم أعد أرقبُ فيه ...
سوى حتفي ,,,
ولا مفر.
(((تورية حياتية))) (
ما أصعب أن تمسك قلمك ,,,
فتنفض عنه غبار اليأس ,,,
ثم تكتب عن غدر أصحابك ...
نعم أصحابك أعني ... !!!
*****
ثمة محاولاتٍ حقيرةٍ ناجحة ,,,
اقتلعت الحب من قلوبهم ,,,
وأحلَّت محلّه النقود ..
المادة ,,
الحياة...
*****
تلاشى ميثاق الحياة والموت ,,,
والصداقة حتى النهاية ,,,
وحلَّ ميثاق الأنا ,,,
والحياة الوحدوية ..
*****
المادة تُحارب المعنى ,,,
قديماً وأدُ البنات ,,,
حديثاً وأدُ الكلمات ...
كانت القناعةُ كنزاً لا يُفنى ,,,
صارتُ القواميسُ قبوراً لكل معاني القناعة ..
*****
كنزٌ قريبٌ لا نرغب فيه ,,,
كنزٌ بعيدٌ نُصارعُ من أجله ,,,
توريةٌ حياتيةٌ عجيبة ...
إنه ما نعيشه الآن..
ذاك حالنا...
(((إلى ذابلة))) (9)
يقولون ،،،
أن الورود مهما بلغ رحيقها ,,,,
لا بد لها وأن تذبل !!!!
قد تستمر حيناً ,,,
وقد يُساعدها وجودها بالبستان ,,,,
ولكنِّي اقتلعتكِ من قلبي ,,,
ابحثي عن تربةٍ خصبةٍ تحتويكِ ,,,
غرري بكل القلوب واسكني فيها إن استطعتِ ,,,
ولكن اعلمي جيدا ,,,,
مهما بلغت بكِ الأماني ,,,
فأنتِ زهرة ,,,
ولا بد يوماً أن تذبلين ....
(((عندما لا تشرق الشمس))) (10)
كنتُ أراها من مكاني هذا ,,,
في كبد السماءِ ثكلى ,,,
تبكي ثم تنعي الهموم التي اعترتنا ...
أرسلت إلينا آشعتها ,,,
تُحدّثنا,,,
تُناجينا ,,,
تُساءلنا ...
أحقاً ضاعت أرضكم ...؟!
أحقاً انتهكَ عرضكم ...؟!
أحقاً نسيتم من أنتم ...!
ثم تمادت في بكاءٍ مديد ,,,
إلى أن استفاقت على صوت أخيها القمر ,,,
أن هوِّني عليكِ أختاه ,,,
" إن مع العسر يسراً "
نَظَرَت إليه معاتبةً إيّاه بقولها :
ومن يحمل هم ذاك الدين ,,,!!!
دعني أُذَكِّر عسى أن يفيق أحدهم ,,,
ذكَّرها بقوله تعالى :
" لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلّ في فلكٍ يسبحون "
امتثلت لأمرِ ربها ,,,
ململمةً آشعتها ,,,
مُعلنةً عن الرحيل ,,,
تاركةً وراء ظهرها القمر ...
ليأخذ دَورَهُ في البكاء