في يوم استسقاء خرج جمعاً غفير من الناس
للصلاة,
لم ترتجي من صلاتها غيثاً يسقي الزرع,
وإنما كان دعاءها لبارئها أن يعجل بيوم القيامة,,,
أنتقل الخبر إلى الراعي,
فتعجب الأمر وقال لحاشيته أحظروا هؤلاء
النفر لنرى ماذا حل بهم؟؟؟؟
فلما أن جاء الرسول اتجهت الجموع صوب القصر,
خرج الراعي في استقبالهم وقال عجباً لأمركم أيها القوم,,
هل سنت صلاة الاستسقاء لتعجيل يوم القيامة,,
قالوا لا ولكن المصالح اقتضت أن نصليها لأجل القيامة,
قال لقد ارتكبتم مخالفة شرعية,
قالوا الضرورة ترفع الأحكام,,,
قال أجننتم؟؟؟
قالوا بل علمتنا التجارب,
قال غريب ما أسمعه منكم,
قالوا لا شي يستدعي للاستغراب,
أحس الراعي بنبره جديدة لم يتعودها على لسان الرعية,
فقال هذا يعد خروجا عن الطاعة,
قالوا نحن لم نتمرد على سلطانك وإنما خالفنا سنة لم
تطبق في واقعنا,,,
قال وان يكن ولكن خرجتم عن إجماع ألامه,
قالوا لم نرى الإجماع في قضايانا,
قال ألم تدركوا عاقبة التطاول؟؟
قالوا لم نعد نستشعر العذاب, ألا ترى ما نحن فيه؟؟
أراد الراعي أن يغير الحوار عندما رأى صلابة وقوة
التحدي والعناد,
على أمل أن يهدئ من روعهم,
فقال ماذا تطلبون وأنا رهن الإشارة؟؟؟
قالوا نريد تعجيل القيامة,
قال هذا أمراً ليس بيدي,
قالوا وماذا بيدك ؟
قال باستطاعتي تنفيذ برامج المملكة,
قالوا تعودنا على الوعود,
قال أولم تعم خيراتي في أرجاء البلاد من قبل؟؟
قالوا لم تعم إلا بقايا فتات الحاشية,
قال لماذا هذا النكران والجحود؟؟؟
قالوا إنما هي الحقيقة ,
تنهب خيراتنا وأقوات أكبادنا ,
ثم تمن علينا أن عملت شي لا يذكر من حقوقنا,,,
غضب الراعي وكاد أن يفقد أعصابه لولا استذكاره بأن
الحكم قائم على مبدأ الديمقراطية,
وكذلك خوفه على السلطان من الذهاب,
فحاول بحنكة القائد أن يعيد الثقة إلى الرعية, أو البحث
عن الحلول لتفادي الموقف المحرج والخروج عنه,
فقال سوف ترون في الأيام المقبلة ما يسركم,
قالوا قد علمنا ذلك,
قال وهل أطلعتم على خططي المستقبلية؟؟
قالوا لا ,
قال كيف علمتم إذاً؟؟
قالوا سوف نفسر لك ذلك,
أنت تعلم واقع الحال في ظل حكمك الجائر وما آلت إليه
الأوضاع من ظلم وفقر وعذاب ,
ولكنك تتجاهل,
فكلما التمسنا الرحمة لا تستجيب,
كلما ذكرناك تتركنا في عالم النسيان,
فانقطعت بنا السبل ولم ندري إلى أين نلجأ؟؟
فعندما لم نستطع تحمل المزيد من القهر ذهبنا للصلاة
داعيين الله بأن يعجل لنا بيوم القيامة ,
لان الفرج بقربها,,,,,
قال كيف يكون ذلك ؟؟؟
قالوا وجدنا في أحد الكتب المنثورة نصاً فحواه بأن بلادكم
موعودة قبيل القيامة ببضع سنوات بالنعيم الوافر,
فاشتقنا لتلك السنين فخرجنا للاستسقاء لعلنا ندركها ونتخلص
مما نحن فيه,,
فقال ألهذا كان خروجكم للصلاة؟؟؟
قالوا نعم أما وضعتها في خططك المستقبلية؟؟؟
فقال الراعي إذا أدركت هذه السنين سوف أستأثر
بنعيمها دونكم,,,
قالوا مستبشرين وقد تهللت وجوههم
(يومئذ الحكم لله)
فتفرقت الجموع وظل الراعي يفكر بتلك السنين
متى تأتي ؟؟؟؟؟